كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



لما حمل أحمد إلى المأمون أخبرت فعبرت الفرات فإذا هو جالس في الخان فسلمت عليه فقال: يا أبا جعفر تعنيت.
فقلت: يا هذا أنت اليوم رأس والناس يقتدون بك فو الله لئن أجبت إلى خلق القرآن ليجيبن خلق وإن أنت لم تجب ليمتنعن خلق من الناس كثير ومع هذا فإن الرجل إن لم يقتلك فإنك تموت لابد من الموت فاتق الله ولا تجب.
فجعل أحمد يبكي ويقول: ما شاء الله.
ثم قال: يا أبا جعفر أعد علي.
فأعدت عليه وهو يقول: ما شاء الله.
قال أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي: حدثنا الفضل بن زياد سمعت أحمد بن حنبل يقول:
أول يوم امتحنه إسحاق لما خرج من عنده وذلك في جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة ومائتين فقعد في مسجده فقال له جماعة: أخبرنا بمن أجاب.
فكأنه ثقل عليه فكلموه أيضا.
قال: فلم يجب أحد من أصحابنا- والحمد لله-.
ثم ذكر من أجاب ومن واتاهم على أكثر ما أرادوا فقال: هو مجعول محدث.
وامتحنهم مرة مرة وامتحنني مرتين مرتين فقال لي: ما تقول في القرآن؟
قلت: كلام الله غير مخلوق.
فأقامني وأجلسني في ناحية ثم سألهم ثم ردني ثانية فسألني وأخذني في التشبيه.
فقلت: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} [الشورى:11].
فقال لي: وما السميع البصير؟
فقلت: هكذا قال تعالى.
قال محمد بن إبراهيم البوشنجي: جعلوا يذاكرون أبا عبد الله بالرقة في التقية وما روي فيها.
فقال: كيف تصنعون بحديث خباب: (إن من كان قبلكم كان ينشر أحدهم بالمنشار لا يصده ذلك عن دينه (1)).
فأيسنا منه.
__________
(1) أخرجه أحمد 5 / 109 و110 والبخاري 12 / 281 في أول الاكراه وأبو داود =